بسم الله الرحمن الرحيم
كان الرصاص يحاصرها من كل الجهات، وصراخ المعتدين يدوي في كل الأرجاء، ومن شدة خوفها احتضنت أم علي البرقاوية جذع زيتونة رومية علّه يحميها من موت محقق، قرره لها متعصبون ساديون، يدعون زورا أنهم شعب الله المختار، صمتت صمت القبور وتجمدت في مكانها ترتعد خوفا، كي لا ينتبه لوجودها أولئك المستوطنون المهووسون، الذين أحاطوا بمنزلها لحظة خروجها منه عند الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الأربعاء 2/4/2008 وذلك كي تجمع أغنامها من كرم زيتونها المجاور.. ثلاثون دقيقة مضت وهي على هذا الوضع ملتصقة بالشجرة متوحدة معها، مرت عليها تلك الدقائق وكأنها دهر كامل.. نطقت خلالها أم علي بالشهادتين عشرات المرات، وقرأت أيضا سورة الفاتحة وكل ما تيسر لها من الآيات القرآنية، وأغمضت عينيها وأسلمت روحها للذي خلقها.. كان الرصاص يمر من فوق رأسها مباشرة، وميضه ينير المكان ودويه يصم الآذان، أصيبت الشجرة التي تحتضنها بعدة رصاصات وتساقطت عشرات الأغصان-- لكن شدة الظلام أعمت عيون القتلة، وأفقدتهم القدرة على ملاحظة وجود أم علي بين الأشجار.
وفي تلك اللحظات المرعبة كان منزل أم علي-- الواقع على الشارع الرئيسي ( نابلس - جنين ) عند مدخل بلدة برقة المحاذية لمستوطنة حومش التي تم إخلاؤها قبل بضعة سنوات-- هو أيضا يتعرض لهجوم مماثل شرس، حيث أحاط به ستة من المستوطنين المدججين بالسلاح، وقاموا بإطلاق الرصاص عليه بغزارة وكأنهم في عملية اقتحام حقيقية لموقع عسكري فأصابوا أبوابه ونوافذه إصابات مباشرة، وأطلقوا مع الرصاص صرخات هستيرية مهددين متوعدين كل من هو داخل المنزل..
كان المنزل مليء بالأطفال لحظة الهجوم، ومع بدء إطلاق النار استلقوا جميعا على الأرض، وسارع بعضهم للاختباء وراء الخزائن وتحت الأسرة، مبتعدين عن النوافذ والأبواب، وسادت عموم المنزل حالة من الهلع والخوف الشديد، وعلا بكاء الصغار وهم يرتجفون ويصرخون ودوّت أصواتهم تملأ الآفاق، لا يدرون ما الذي يحدث لهم..!! ومن هي الجهة التي تهاجمهم..!! ولماذا يحدث كل ذلك بالأصل.. وقد كانت المشيئة الإلهية وحدها وراء نجاتهم من الموت المحقق.. وما أن توقف إطلاق الرصاص لدقائق-- حتى اندفع المهندس علاء ابن أم علي مسرعا إلى الباب، ليفتحه بسرعة، معرضا حياته للخطر علّه يوقف الهجوم على بيته وعلى إخوته وأخواته، وأمام الباب مباشرة كان يقف ستة من المستوطنين في وضع هجوم، يحملون الرشاشات ويصوبون فوهاتها نحو رأسه، فبادرهم بالسؤال بعصبية لا إرادية عن أسباب استهدافهم لمنزله، محتجا على أفعالهم وعلى إطلاقهم الرصاص على منزله المسالم وتعريضهم حياة عائلته لخطر الموت.. فانهال عليه المستوطنون بشتى الشتائم القذرة، متهمين أصحاب المنزل بقذف الحجارة على سياراتهم أثناء مرورها على الشارع الرئيسي.. لكن وعندما نفى المهندس علاء ذلك الاتهام زاد صراخ المستوطنين، واقتربوا منه أكثر وانهالوا عليه بالضرب المبرح، وقالوا له بعد إشباعه ضربا وركلا أنهم يحملوه رسالة، وعليه إبلاغها لكل السكان العرب في تلك المنطقة مفادها بان كل من يعترض طريق المستوطنين سيكون مصيره الموت، وان المستوطنين الذين اخلوا مستوطنة حومش سيعودون إليها قريبا..ثم ركبوا سيارة الجيب التي أتوا بها وغادروا المكان.
ومع مغادرة المستوطنين المكان، خرجت أم علي من خلف شجرة الزيتون مسرعة، وعادت راكضة نحو منزلها، متلهفة لتعرف ماذا حل بأبنائها.. وما أن دخلت المنزل حتى ارتمى جميع أطفالها الصغار في حضنها، يبكون ويصرخون، فضمتهم جميعا إلى صدرها بقوة، ومسحت على رؤوسهم بكفيها، وطبطبت على ظهورهم لتمنحهم الحنان الذي تعودوا على أخذه منها.. وبادرت بسؤال ابنها علاء عما حصل بينه وبين المستوطنين، قائلة له بأنها قد سمعته وهو يتحدث مع المستوطنين، وسألته عما قالوا له وماذا كانوا يريدون، فاخبرها بما حدث فاحتضنته هو الأخر، واثنت على شجاعته عند خروجه لملاقاة المستوطنين.. وبعد دقائق من العناق شرعت أم علي بتفقد أبواب ونوافذ المنزل، وأثار الرصاص التي ملأت الجدران.. وأخبرت ابنها بان ثلاثا من رؤوس أغنامها قد قتلت بالرصاص، مرددة ما يقوله كل أهل بلادنا في مثل هذا المقام( بالمال ولا بالعيال يا ابني .. وفداكم كل شيء )..
وهكذا تكون قد انتهت إحدى غارات وغزوات المستوطنين الصهاينة، لتترك وراءها عدا عن الخسائر المادية-- غضبا شعبيا عارما ضد الاحتلال وضد كل إفرازاته من مستوطنات وجدران وحواجز.. وتترك في نفوس السكان ألف سؤال وسؤال عن جدوى المفاوضات التي تتواصل في ظلها اشد الاعتداءات الإجرامية التي يقترفها المستوطنون-- تحت سمع وبصر قوات الجيش الإسرائيلي بل وفي حمايتهم في معظم الأحيان
وفي تلك اللحظات المرعبة كان منزل أم علي-- الواقع على الشارع الرئيسي ( نابلس - جنين ) عند مدخل بلدة برقة المحاذية لمستوطنة حومش التي تم إخلاؤها قبل بضعة سنوات-- هو أيضا يتعرض لهجوم مماثل شرس، حيث أحاط به ستة من المستوطنين المدججين بالسلاح، وقاموا بإطلاق الرصاص عليه بغزارة وكأنهم في عملية اقتحام حقيقية لموقع عسكري فأصابوا أبوابه ونوافذه إصابات مباشرة، وأطلقوا مع الرصاص صرخات هستيرية مهددين متوعدين كل من هو داخل المنزل..
كان المنزل مليء بالأطفال لحظة الهجوم، ومع بدء إطلاق النار استلقوا جميعا على الأرض، وسارع بعضهم للاختباء وراء الخزائن وتحت الأسرة، مبتعدين عن النوافذ والأبواب، وسادت عموم المنزل حالة من الهلع والخوف الشديد، وعلا بكاء الصغار وهم يرتجفون ويصرخون ودوّت أصواتهم تملأ الآفاق، لا يدرون ما الذي يحدث لهم..!! ومن هي الجهة التي تهاجمهم..!! ولماذا يحدث كل ذلك بالأصل.. وقد كانت المشيئة الإلهية وحدها وراء نجاتهم من الموت المحقق.. وما أن توقف إطلاق الرصاص لدقائق-- حتى اندفع المهندس علاء ابن أم علي مسرعا إلى الباب، ليفتحه بسرعة، معرضا حياته للخطر علّه يوقف الهجوم على بيته وعلى إخوته وأخواته، وأمام الباب مباشرة كان يقف ستة من المستوطنين في وضع هجوم، يحملون الرشاشات ويصوبون فوهاتها نحو رأسه، فبادرهم بالسؤال بعصبية لا إرادية عن أسباب استهدافهم لمنزله، محتجا على أفعالهم وعلى إطلاقهم الرصاص على منزله المسالم وتعريضهم حياة عائلته لخطر الموت.. فانهال عليه المستوطنون بشتى الشتائم القذرة، متهمين أصحاب المنزل بقذف الحجارة على سياراتهم أثناء مرورها على الشارع الرئيسي.. لكن وعندما نفى المهندس علاء ذلك الاتهام زاد صراخ المستوطنين، واقتربوا منه أكثر وانهالوا عليه بالضرب المبرح، وقالوا له بعد إشباعه ضربا وركلا أنهم يحملوه رسالة، وعليه إبلاغها لكل السكان العرب في تلك المنطقة مفادها بان كل من يعترض طريق المستوطنين سيكون مصيره الموت، وان المستوطنين الذين اخلوا مستوطنة حومش سيعودون إليها قريبا..ثم ركبوا سيارة الجيب التي أتوا بها وغادروا المكان.
ومع مغادرة المستوطنين المكان، خرجت أم علي من خلف شجرة الزيتون مسرعة، وعادت راكضة نحو منزلها، متلهفة لتعرف ماذا حل بأبنائها.. وما أن دخلت المنزل حتى ارتمى جميع أطفالها الصغار في حضنها، يبكون ويصرخون، فضمتهم جميعا إلى صدرها بقوة، ومسحت على رؤوسهم بكفيها، وطبطبت على ظهورهم لتمنحهم الحنان الذي تعودوا على أخذه منها.. وبادرت بسؤال ابنها علاء عما حصل بينه وبين المستوطنين، قائلة له بأنها قد سمعته وهو يتحدث مع المستوطنين، وسألته عما قالوا له وماذا كانوا يريدون، فاخبرها بما حدث فاحتضنته هو الأخر، واثنت على شجاعته عند خروجه لملاقاة المستوطنين.. وبعد دقائق من العناق شرعت أم علي بتفقد أبواب ونوافذ المنزل، وأثار الرصاص التي ملأت الجدران.. وأخبرت ابنها بان ثلاثا من رؤوس أغنامها قد قتلت بالرصاص، مرددة ما يقوله كل أهل بلادنا في مثل هذا المقام( بالمال ولا بالعيال يا ابني .. وفداكم كل شيء )..
وهكذا تكون قد انتهت إحدى غارات وغزوات المستوطنين الصهاينة، لتترك وراءها عدا عن الخسائر المادية-- غضبا شعبيا عارما ضد الاحتلال وضد كل إفرازاته من مستوطنات وجدران وحواجز.. وتترك في نفوس السكان ألف سؤال وسؤال عن جدوى المفاوضات التي تتواصل في ظلها اشد الاعتداءات الإجرامية التي يقترفها المستوطنون-- تحت سمع وبصر قوات الجيش الإسرائيلي بل وفي حمايتهم في معظم الأحيان